هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور الذلول من المراكب ما يسهل ركوبه من غير أن يضطرب و يجمح و المناكب جمع منكب و هو مجتمع ما بين العضد و الكتف و استعير لسطح الأرض قال الراغب.
هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا. قال تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا إلا أن ييسره الله لكم ولهذا قال تعالى. هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا مذل لة لي نة يسهل عليكم سلوكها. قوله تعالى هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي سهلة تستقرون عليها. أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها.
أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة. أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها ولو كانت تتكفأ متماثلة لما كانت منقادة لنا. ه و ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ذ ل ول. خبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقها والبناء عليها ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها.
يقول الحق جل جلاله. و استعارته للأرض كاستعارة الظهر لها في قوله. تفسير ابن عجيبة. وتقديم لكم على مفعول الجعل للاهتمام والتشويق فامش وا في مناكبها جوانبها وهو تمثيل لفرط التذل ل فإن منكب البعير أرق أعضائه وأصعبها على أن يطأها الراكب.
ه و ال ذ ي ج ع ل ل ك م ال أ ر ض ذ ل ول ا ف ام ش وا ف ي م ن اك ب ه ا. هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي سهلة تستقرون عليها. ولو كانت تتكفأ متمائلة لما كانت منقادة لنا. الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ثم أعاده إلى أن صار حطبا يابسا توقد به النار كذلك هو فعال لما يشاء قادر على ما.
والذلول المنقاد الذي يذل لك والمصدر الذل وهو اللين والانقياد. أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة.